أصيب نحو 252 سجينا فلسطينيا
و15 حارسا إسرائيليا
في اشتباكات اندلعت داخل سجن "كتسيعوت"
(انصار 3) الاسرائيلي
على ما افادت مصادر فلسطينية واسرائيلية.
وقد ادانت الرئاسة الفلسطينية الاعتداء
فيما حذرت منظمات حقوقية فلسطينية
من ممارسات الاحتلال وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك.
وقال نادي الاسير الفلسطيني،
الجمعية الرئيسية المدافعة عن حقوق المعتقلين الفلسطينيين،
في بيان ان المواجهات اندلعت في سجن "كتسيعوت"
في صحراء النقب (جنوب)
عندما اراد الحراس القيام بتفتيش المعتقلات
بطريقة اعتبرها السجناء "استفزازية".
ورشق السجناء ادوات مختلفة على الحراس
الذين اطلقوا الرصاص المغلف بالمطاط
والغاز المسيل للدموع واستخدموا الهُريّ للسيطرة عليهم.
واكد نادي الاسير ووزارة شؤون الأسرى الفلسطينية
اصابة 252 معتقلا في المواجهات،
موضحا ان تسعة منهم اصابتهم خطرة،
وتم نقلهم الى مستشفى سوروكا داخل اسرائيل.
وقال رئيس نادي الاسير قدورة فارس
لوكالة "فرانس برس" ان "الوضع خطير جدا".
وأوضح احد الأسرى ان محاولة السجانين دخول الأقسام
في الساعة الثانية فجرا يعد سابقة خطيرة الأولى من نوعها
وتستهدف فقط استفزازهم
الأمر الذي أدى إلى توتر الأجواء في السجن.
وحمل الأسرى إدارة السجن المسؤولية
عما حصل وإتلاف إغراضهم
وبخاصة ان استفزازات السجانين
ازدادت منذ تحويل الاشراف على السجن للشاباك.
واكدت الناطقة باسم ادارة السجون الاسرائيلية يارونا زامير
ان المواجهات اندلعت في السجن
عندما كان الحراس يستعدون لتفتيش جَناح يضم نحو الف معتقل.
وقالت لـ"فرانس برس"
: "السجناء القوا ادوات مختلفة على الحراس
واضرموا النار في خيم..
الحراس استخدموا وسائل مكافحة الشغب".
واشارت الى وقوع 15 جريحا فلسطينيا
اصابة احدهم خطرة وعدد مماثل من الجرحى الاسرائيليين.
واوضحت ان اربعة من المعتقلين الجرحى
واحد الحراس نقلوا الى المستشفى.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابوردينة
خلال مؤتمر صحافي في مقر الرئاسة في رام الله:
"ان الاعتداء الاسرائيلي على الاسرى الفلسطينيين
في سجن النقب والذي ادى لاصابة اكثر من مئتي اسير
عمل مدان تماما
ونطالب الحكومة الاسرائيلية بالتوقف عن هذا العدوان..
ونطالب الادارة الاميركية بالتدخل
لوقف التجاوزات الاسرائيلية
التي نعتبرها جزءا من السياسة الاسرائيلية
التي تريد ان تعوق عملية السلام".
وأكد ابوردينة "دون اغلاق ملف الاسرى
الذي يجب ان يغلق في اسرع وقت
لا يمكن استمرار عملية السلام..
ان هذا اولوية بالنسبة لنا والرئيس (محمود) عباس
يشدد دوما انه لن يحصل سلام شامل وكامل
بدون اغلاق ملف الاسرى".
وحذر المحامي مدير مكتب مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الانسان
فارس ابو حسن من تصرف ادارة السجن الاستفزازية
وتوقع تصعيد تلك الممارسات
في ظل سعي مصلحة السجون
سحب انجازات الاسرى عبر سنوات طويلة خاضوها في الاسر.
وقال إن ما جرى في سجن النقب
يكشف عن مخطط خطير يحاك ضد الاسرى
مستغلين حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني.
وناشد الباحث المتخصص بقضايا الأسرى
ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى عبد الناصر فروانة،
المجتمع الدولي بكافة مؤسساته الإنسانية والحقوقية
وفي مقدمتها منظمة الصليب الأحمر،
بالتدخل العاجل والضغط على حكومة الإحتلال الإسرائيلي
التي تضرب كل المواثيق الدولية المتعلقة بالأسرى بعرض الحائط
وتنتهكها بشكل فاضح،
من أجل انقاذ حياة الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية.
وأكد فروانة أن كافة الأسرى والمعتقلين
يتعرضون لصنوف مختلفة من التعذيب والإهانة والقمع المتواصل ،
في اطار سياسة الاستهتار المتواصل بحياتهم،
بدف مفاقمة معاناتهم وقتلهم ببطء.
واعتبر الباحث المتخصص بقضايا الأسرى
أن ما حدث في معتقل النقب فجر امس
"حلقة في سلسلة طويلة من القمع الإسرائيلي،
في محاولة يائسة للاستفراد بالأسرى،
في ظل الصمت العربي والتخاذل الدولي.
وأكد فروانة أن سياسة قمع الأسرى والاعتداء عليهم
تصاعدت هذا العام ووصلت إلى نحو 50 عملية اعتداء
مستخدمة وحدات "ناحشون" و"متسادا" القمعية.
وبين أن وحدات "ناحشون" و"متسادا"
(وهي القوات الخاصة التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية)
شكلت خصيصاً منذ سنوات لقمع الأسرى ومدربة جيدة
ومزودة بأسلحة مختلفة
منها الهراوَى والغاز المسيل للدموع والرصاص الحارق
وفي أحياناً كثيراً استخدموا الكلاب.
وتضم عسكريين ذوي خبرات وكفايات عالية جدا
سبق لهم أن خدموا سابقا في وحدات حربية مختلفة
في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويمتلك أعضاء "ناحشون" مهارات قتالية تقنية ،
وقد تلقى عناصرها تدريبات على أساليب خاصة
لقمع "تمرد" الأسرى ومواجهة كافة حالات الطوارئ
داخل السجون والمعتقلات بما فيها عمليات احتجاز رهائن.
وتعمل تلك الوحدات على مدار الساعة،
وتستدعى على عجل عند حدوث خلاف ما ولو بسيطا
بين الإدارة والمعتقلين العُزل
الذين يناضلون لنيل حقوقهم.
وتاريخ تلك الوحدات حافل بالجرائم السوداء ،
التي يمكن توثيقه وملاحقتها قضائياً ضمن المحاكم الدولية،
على اعتبار أن ما تقوم به هو جرائم حرب
تتنافى وكل الأعراف والمواثيق الدولية.
وأوضح مدير دائرة الإحصاء في وزارة الأسرى
أن معتقل "أنصار 3"
يقع في صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة،
في منطقة عسكرية مغلقة،
خطرة وملاصقة للحدود المصرية،
وهو بالأساس معسكر للجيش الإسرائيلي
وتم انشاء المعتقل بداخله،
وفيه 2350 اسيرا، منهم 700 في الحجز الإداري.
وقد افتتح هذا المعتقل في آذار (مارس) 1988
واغلق في 1996 واعيد فتحه في نيسان (ابريل) 2002
عقب عملية "السور الواقي"
التي امر رئيس الحكومة السابق بالقيام بها
واحتل بموجبها الجيش الاسرائيلي
مناطق الحكم الذاتي في الضفة الغربية
وعزل الرئيس السابق ياسر عرفات
داخل مقره في رام الله حتى وفاته.
وتعتقل اسرائيل اكثر من 11 الف فلسطيني في سجونها.
موضوع: اشتباكات في سجن "كتسيعوت" 
الجمعة يونيو 03, 2011 10:13 pm
